فصل: سورة الكافرون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.سورة العصر:

.تفسير الآيات (1- 3):

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
{والعصر} أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها، أو بعصر النبوة أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران.
{إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ} إن الناس لفي خسران في مساعيهم وصرف أعمارهم في مطالبهم، والتعريف للجنس والتنكير للتعظيم.
{إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا ففازوا بالحياة الأبدية والسعادة السرمدية. {وَتَوَاصَوْاْ بالحق} الثابت الذي لا يصح إنكاره من اعتقاد أو عمل. {وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} عن المعاصي أو على الحق، أو ما يبلو الله به عباده. وهذا من عطف الخاص على العام للمبالغة إلا أن يخص العمل بما يكون مقصوراً على كماله، ولعله سبحانه وتعالى إنما ذكر سبب الربح دون الخسران اكتفاء ببيان المقصود، وإشعاراً بأن ما عد إما عد يؤدي إلى خسر ونقص حظ، أو تكرماً فإن الإبهام في جانب الخسر كرم. عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والعصر غفر الله له وكان ممن تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».

.سورة الهمزة:

مكية، وآيها تسع آيات.

.تفسير الآيات (1- 9):

{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
{وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} الهمز الكسر كالهزم، واللمز الطعن كاللهز فشاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم، وبناء فعله يدل على الاعتياد فلا يقال ضحكة ولعنة إلا للمكثر المتعود، وقرئ: {همزة لمزة} بالسكون على بناء المفعول وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك فيضحك منه ويشتم. ونزولها في الأخنس بن شريق فإنه كان مغياباً، أو في الوليد بن المغيرة واغتيابه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{الذى جَمَعَ مَالاً} بدل من كل أو ذم منصوب أو مرفوع، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بالتشديد للتكثير {وَعَدَّدَهُ} وجعله عدة للنوازل أو عدة مرة بعد أخرى، ويؤيده أنه قرئ: {وَعَدَّدَهُ} على فك الإِدغام.
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} تركه خالداً في الدنيا فأحبه كما يحب الخلود، أو حب المال أغفله عن الموت أو طول أمله حتى حسب أنه مخلد فعمل عمل من لا يظن الموت، وفيه تعريض بأن المخلد هو السعي للآخرة.
{كَلاَّ} ردع له عن حسبانه. {لَيُنبَذَنَّ} ليطرحن. {فِى الحطمة} في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها.
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحطمة} ما هذه النار التي لها هذه الخاصية.
{نَارُ الله} تفسير لها. {الموقدة} التي أوقدها الله وما أوقده لا يقدر غيره أن يطفئه.
{التى تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة} تعلو أوساط القلوب وتشتمل عليها، وتخصيصها بالذكر لأن الفؤاد ألطف ما في البدن وأشده ألماً، أو لأنه محل العقائد الزائفة ومنشأ الأعمال القبيحة.
{إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته، قال:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ** وَمَنْ دُونِهَا أبواب صنعاء مُوصَدَة

وقرأ حفص وأبو عمرو وحمزة بالهمزة.
{فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} أي موثقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص وقرأ الكوفيون غير حفص بضمتين، وقرئ: {عُمْدٍ} بسكون الميم مع ضم العين.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه» رضوان الله عليهم أجمعين.

.سورة الفيل:

مكية، وهي خمس آيات.

.تفسير الآيات (1- 5):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصحاب الفيل} الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو وإن لم يشهد تلك الوقعة لكن شاهد آثارها وسمع بالتواتر أخبارها فكأنه رآها، وإنما قال: {كَيْفَ} ولم يقل ما لأن المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله تعالى وقدرته وعزة بيته وشرف رسوله عليه الصلاة والسلام فإنها من الإِرهاصات. إذ روي أنها وقعت في السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قصتها أن أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس، وأراد أن يصرف الحاج إليها، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك، فحلف ليهدمن الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود، وفيلة أخرى فلما تهيأ للدخول وعبى جيشه قدم الفيل، وكان كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح، وإذا رجعوه إلى اليمن أو إلى جهة أخرى هرول، فأرسل الله تعالى طيراً مع كل واحد في منقاره حجر وفي رجليه حجران، أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة، فترميهم فيقع الحجر في رأس الرجل فيخرج من دبره فهلكوا جميعاً. وقرئ: {أَلَمْ تَرَ} جداً في إظهار أثر الجازم، وكيف نصب بفعل لأبتر لما فيه من معنى الاستفهام.
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ} في تعطيل الكعبة وتخريبها. {فِى تَضْلِيلٍ} في تضييع وإبطال بأن دمرهم وعظم شأنها.
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ} جماعات جمع إبالة وهي الحزمة الكبيرة، شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها. وقيل لا واحد لها كعبابيد وشماطيط.
{تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ} وقرئ بالياء على تذكير الطير لأنه اسم جمع، أو إسناده إلى ضمير ربك. {مِّن سِجّيلٍ} من طين متحجر معرب سنككل وقيل من السجل وهو الدلو الكبير، أو الاسجال وهو الارسال، أو من السجل ومعناه من جملة العذاب المكتوب المدون.
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} كورق زرع وقع فيه، والآكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفراً منه، أو كتين أكلته الدواب وراثته.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ».

.سورة قريش:

مكية، وآيها أربع آيات.

.تفسير الآيات (1- 4):

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
{لإيلاف قُرَيْشٍ} متعلق بقوله: {فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت} والفاء لما في الكلام من معنى الشرط، إذ المعنى أن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لأجل: {إيلافهم رِحْلَةَ الشتاء والصيف} أي الرحلة في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام فيمتارون ويتجرون، أو بمحذوف مثل أعجبوا أو بما قبله كالتضمين في الشعر أي {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} {لإيلاف قُرَيْشٍ}، ويؤيده أنهما في مصحف أُبيَّ سورة واحدة، وقرئ: {ليألف قريش إلفهم رحلة الشتاء}، وقريش ولد النضر بن كنانة منقول من تصغير قرش، وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن فلا تطاق إلا بالنار، فشبهوا بها لأنها تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلى، وصغر الاسم للتعظيم وإطلاق الإِيلاف، ثم إبدال المقيد عنه للتفخيم. وقرأ ابن عامر {لئلاف} بغير ياء بعد الهمزة.
{فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذي أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ} أي بالرحلتين والتنكير للتعظيم، وقيل المراد به شدة أكلوا فيها الجيف والعظام. {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} أصحاب الفيل أو التخطف في بلدهم ومسايرهم، أو الجذام فلا يصيبهم ببلدهم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها».

.سورة الماعون:

مختلف فيها، وآيها سبع آيات.

.تفسير الآيات (1- 7):

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
{أَرَأَيْتَ} استفهام معناه التعجب، وقرئ: {أريت} بلا همز إلحاقاً بالمضارع، ولعل تصديرها بحرف الاستفهام سهل أمرها و{أرأيتك} بزيادة الكاف. {الذى يُكَذّبُ بالدين} بالجزاء أو الإِسلام والذي يحتمل الجنس والعهد ويؤيد الثاني قوله: {فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم} يدفعه دفعاً عنيفاً. وهو أبو جهل كان وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه، أو أبو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقرعه بعصاه، أو الوليد بن المغيرة، أو منافق بخيل. وقرئ: {يَدع} أي يترك.
{وَلاَ يَحُضُّ} أهله وغيرهم. {على طَعَامِ المسكين} لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتب الجملة على {يُكَذّبُ} بالفاء.
{فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ الذين هُمْ عَن صلاتهم سَاهُونَ} أي غافلون غير مبالين بها.
{الذين هُمْ يُرَاءونَ} يرون الناس أعمالهم ليروهم الثناء عليهم.
{وَيَمْنَعُونَ الماعون} الزكاة أو ما يتعاور في العادة والفاء جزائية. والمعنى إذا كان عدم المبالاة باليتيم من ضعف الدين والموجب للذم والتوبيخ فالسهو عن الصلاة التي هي عماد الدين والرياء الذي هو شعبة من الكفر، ومنع الزكاة التي هي قنطرة الإِسلام أحق بذلك ولذلك رتب عليها الويل، أو للسببية على معنى {فَوَيْلٌ} لهم، وإنما وضع المصلين موضع الضمير للدلالة على سوء معاملتهم مع الخالق والخلق.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة أرأيت غفر له أن كان للزكاة مؤدياً».

.سورة الكوثر:

مكية، وآيها ثلاث آيات.

.تفسير الآيات (1- 3):

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ} وقرئ: {أنطيناك}. {الكوثر} الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين. «وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة لا يظمأ من شرب منه» وقيل حوض فيها وقيل أولاده وأتباعه، أو علماء أمته والقرآن العظيم.
{فَصَلّ لِرَبّكَ} فَدُمْ على الصلاة خالصاً لوجه الله تعالى خلاف الساهي عنها المرائي فيها شكراً لإِنعامه، فإن الصلاة جامعة لأقسام الشكر. {وانحر} البدن التي هي خيار أموال العرب وتصدق على المحاويج خلافاً لمن يدعهم ويمنع عنهم الماعون، فالسورة كالمقابلة للسورة المتقدمة وقد فسرت الصلاة بصلاة العيد والنحر بالتضحية.
{إِنَّ شَانِئَكَ} إن من أبغضك لبغضه الله. {هُوَ الأبتر} الذي لا عقب له إذ لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر، وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة، ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكوثر سقاه الله من كل نهر له في الجنة، ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر العظيم».

.سورة الكافرون:

مكية، وآيها ست آيات.

.تفسير الآيات (1- 6):

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
{قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون} يعني كفرة مخصوصين قد علم الله منهم أنهم لا يؤمنون. «روي أن رهطاً من قريش قالوا يا محمد تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فنزلت».
{لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي فيما يستقبل فأن لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الاستقبال كما أن {مَا} لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الحال.
{وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} أي فيما يستقبل لأنه في قران {لاَ أَعْبُدُ}.
{وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} أي في الحال أو فيما سلف.
{وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} أي وما عبدتم في وقت ما أنا عابده، ويجوز أن يكونا تأكيدين على طريقة أبلغ وأما لم يقل ما عبدت ليطابق {مَّا عَبَدتُّمْ} لأنهم كانوا موسومين قبل المبعث بعبادة الأصنام، وهو لم يكن حينئذ موسوماً بعبادة الله، وإنما قال: {مَا} دون من لأن المراد الصفة كأنه قال: لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق أو للمطابقة. وقيل إنها مصدرية وقيل الأوليان بمعنى الذي والآخريان مصدريتان.
{لَكُمْ دِينَكُمْ} الذي أنتم عليه لا تتركونه. {وَلِىَ دِينِ} ديني الذي أنا عليه لا أرفضه، فليس فيه إذن في الكفر ولا منع عن الجهاد ليكون منسوخاً بآية القتال، اللهم إلا إذا فسر بالمتاركة وتقرير كل من الفريقين الآخر على دينه، وقد فسر ال {دِينِ} بالحساب والجزاء والدعاء والعبادة.
عَن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك».